كلمة رئيس الهيئة الإدارية في حفل تكريم خريجي عام 1981

في قصر الأونيسكو في 2/4/2015

حضرات الزملاء ممثلي جمعيات الخريجين في لبنان،

زميلاتي زملائي خريجي الجامعات والمعاهد العراقية في لبنان،

الضيوف الكرام.

يسرنا ويشرفنا كهيئة إدارية لجمعية خريجي الجامعات والمعاهد العراقية في لبنان أن نرحب بكم وبحضوركم حفل تكريم خريجي عام 1981.

منذ عامين مضيا ابتدأنا بإحياء تكريم كل جيل من خريجي الجامعات والمعاهد العراقية، كل حسب سنة تخرجه، واليوم نحن نحتفل بتخريج كوكبة من الخريجين، نكرمهم ونكرم من خلالهم تاريخاً به نعتز وتراثاً به نفتخر.

أيها الزملاء: ليس صدفة أن ينعقد مؤتمرنا العام الخامس لجمعية خريجي الجامعات والمعاهد العراقية في العام المنصرم تحت شعار "وفاءً للعراق أرضاً وشعباً وفكراً مقاوم"، نحن إذ نلتزم هذا الشعار قولاً وعملاً وفكراً ونهجاً، نؤكد التزامنا لعراق الخير، لعراق حمانا ورعانا، لشعب فتح لنا قلبه وعقله فتقاسمنا وإياه لقمة العيش قبل أن نتشارك مقاعد الدراسة، ولجامعات ومعاهد ومؤسسات علمية سلحتنا بالعلم والمعرفة والاختصاص مثلما زودتنا بالمحبة ولإخلاص.

أنه الوفاء لعراق العروبة، القلعة التي تكالبت عليها كل القوى الدولية والإقليمية بمشاريعها التقسيمية التفتيتية وبمعاداتها للعروبة، فإن استطاعت أن تنال من هيكلية النظام الوطني القومي فيه، إلا أنها عجزت وستعجز من أن تنال من حتمية التزامنا بالفكر القومي العربي الوحدوي.

أيها الزملاء: أن الحتمية التاريخية تؤكد حق شعبنا العربي في جميع دوله وأقطاره الانتفاض والثورة على أنظمة الفساد والتبعية والتخلف لتحصيل حقوقه الطبيعية في التحرر والانعتاق واسترداد ثرواته الوطنية وكسر يد الاحتكار والتبعية في جميع أقطاره. إلا أننا ونحن نتابع ما تشهده الساحة العربية لا يسعنا إلا أن نؤكد أن أي ربيع عربي لا تكون فلسطين مركزيته فهو قفزة في المجهول، وأي حراك شعبي عربي لا تكون القدس قبلته مهو مغامرة غير محسوبة النتائج، وأي انتفاضة شعبية لا تواجه وتقاتل المشاريع الدولية والإقليمية التي تناصب أمتنا العداء وتتماشى مع المؤامرة الهادفة إلى تقسيم منطقتنا العربية إلى طوائف ومذاهب متقاتلة ومتناحرة، هكذا انتفاضة ستتحول شاءت أم أبت إلى أداة لتنفيذ هذه المؤامرة بحق أمتنا.

إن أي ثورة في أي قطر عربي لا تجذّر روح الصمود لدى أطفال غزة وسواعد أبطالها في التصدي للعدو الصهيوني ستغرق بكل تأكيد على شواطئها.

فأي ربيع عربي – أيها الزملاء- لا يفوح عطره وتزهو وتزهر براعمه في بساتين يافا وحيفا والجليل سيتحول إلى غاز كيميائي سام سيقتلنا كعرب وينهينا كأمة.

أيها الزملاء .. إن جمعية خريجي الجامعات والمعاهد العراقية في لبنان تأسست بهمة وجهد ومثابرة العديد من الزملاء ليس كعربون محبة ووفاء للعراق وشعبه وأرضه فحسب إنما لتجذّر روح الأصالة في علاقاتنا الاجتماعية والوطنية والقومية.

كانت جمعيتنا وستبقى حاضنة لروح المحبة والألفة والأخوة التي جمعتنا على مقاعد الدراسة وفي أحضان رابطة الطلبة اللبنانية في العراق، لنستمر في نفس النهج والإيمان، فنحن عائلة واحدة في السراء والضراء تتوطد علاقاتنا الأهلية وتمتد على مساحة الوطن متجاوزة كل القيود والحواجز المصطنعة والمرفوضة.

إننا جمعية وطنية نتمسك بوحدة الموقف الوطني والعيش المشترك، حريصون ومدافعون عن سيادة هذا البلد واستقلاله، فنحن بحكم قناعتنا وتركيبتنا نتجاوز كل مساوىء وعاهات هذا المجتمع الذي نعيش به لنؤسس لمجتمع وطني ديمقراطي يتجاوز حدود التخلف والتقاتل المذهبي والطائفي والمناطقي والفئوي، لنؤسس نواة لمجتمع نحلم به ونناضل في سبيل تحقيقه.

إننا – أيها الزملاء – في جمعية خريجي الجامعات والمعاهد العراقية في لبنان، إذ نفتح قلوبنا وصدورنا وأذرعتنا -نناشد كل الزملاء الخريجين الذين شرفونا بحضورهم والذين منعتهم ظروفهم من الحضور، إلى جميع الزملاء داخل الوطن وفي الاغتراب وما أكثرهم- ونؤكد لهم أن جمعيتنا هل ملك أبنائها والمنتسبين إليها وليست لفئة أو منطقة أو تنظيم، وهي صاحبة قرارها الوطني الديمقراطي المستقل، ونعلن أمامكم وبالفم الملآن إنحيازنا الواعي والملتزم باستقلالية موقفنا الوطني وأولوية نهجنا القومي العربي الوحدوي الذي سنسعى من خلاله إلى توطيد العلاقة واستمرار التواصل مع الزملاء خريجي الجامعات والمعاهد العراقية في جميع أقطار الوطن العربي ولا سيما التي يتمثل فيها زملائنا باتحادات وروابط ونوادي، وصولاً لتأسيس اللقاء القومي لخريجي الجامعات والمعاهد العراقية في الوطن العربي، محاولة جادة وصادقة منا لمتابعة نهج الوفاء لعراق الخير والعروبة، ولمجابهة –ولو بالحد الأدنى- الهجمة التآمرية التفتيتية التي تواجه أمتنا.

زملائي الخريجون – أيها المكرمون.

إنها خطوة رمزية متواضعة في مظهرها ونحن نكرم هذا الجيل من أصحاب الكفاءات العلمية والتربوية إلا أنها بالنسبة لنا تعني الكثير، ففي اللقاء وإياكم نتعاهد سوياً كما تعودنا في توطيد العلاقة وتطويرها استمراراً للنهج الذي تربينا عليه.

لقائنا اليوم هو لقاء تحد لواقع رفضناه جميعاً وتعاهدنا على مواجهته بتحالفنا وتلاقينا ومحبتنا.

صدقوني أيها الأحبة – نحن حالة شاذة- كما يسمينا البعض، ولنا الفخر، في مجتمع نخرته أمراض الطوائف وأوبئة المذاهب ومآسي الاستزلام والتبعية.

نعاهدكم أن نستمر بدعمكم ومشاركتكم.

أيها الزملاء: نكبر بكم وأنتم تؤدون دوراً ريادياً كل في ميدان اختصاصه ونعتز بإنجازاتكم الوطنية والعلمية والأكاديمية- إنها رسالتنا ورسالتكم جميعاً ونحن لها.